يُعد التسمم الدموي في الابل من أخطر الأمراض الحادة التي تصيب قطعان الإبل، ويشتهر أيضًا باسم “الحمى النزفية” أو “حمى الصيف القاتلة”، نظرًا لارتباطه الوثيق بارتفاع درجات الحرارة والإجهاد. يُشكل هذا المرض تهديدًا وجوديًا لهجن السباقات والإبل المرزومة، حيث تصل معدلات النفوق إلى أكثر من 80% خلال أشهر الصيف الحارة، خاصة في دول الخليج مثل السعودية، الإمارات، قطر، والكويت. أما في الشتاء، فإن حالات الإصابة تنخفض بشكل كبير وتكون نادرة، مما يؤكد طابعه الموسمي.
ينتشر التسمم الدموي في الابل بين جميع الفئات العمرية، بدءًا من الحيران (6 أشهر) وحتى الكبار، لكنه يترك أثرًا كارثيًا على هجن السباقات بسبب الضغوط الجسدية والتنقلات المتكررة التي تضعف مناعتها. السبب الرئيسي للمرض هو بكتيريا Pasteurella multocida من النوع A وB، والتي تعيش بشكل طبيعي في الجهاز التنفسي للإبل دون أن تسبب ضررًا. لكن عند تعرض الجمل لعوامل محفزة مثل الحر الشديد، الإجهاد، أو التغيرات المناخية المفاجئة، تنشط البكتيريا وتُطلق سمومًا تؤدي إلى انهيار سريع في جهاز المناعة.
هذا الانهيار يفتح الباب أمام عدوى ثانوية ببكتيريا أخرى مثل Clostridium وE. coli، ما يُفاقم الحالة ويُسبب أعراض معوية ونزفية حادة. الأعراض تشمل ارتفاع شديد في الحرارة، خمول شديد، إفرازات أنفية دموية، وصعوبة في التنفس. التشخيص المبكر والعلاج الفوري هما السبيل الوحيد لإنقاذ الجمل، وإلا فقد يؤدي المرض إلى الوفاة خلال ساعات.
الأسباب المحتملة لانتشار التسمم الدموي في الإبل
يُعد التسمم الدموي في الابل مرضًا معقدًا ينتج عن تفاعل عوامل متعددة، وليس مجرد عدوى بكتيرية فردية. وفهم هذه العوامل هو المفتاح للوقاية والسيطرة على انتشاره، خاصة في مواسم الصيف الحارة.
أول وأهم سبب هو التغيرات الجوية المفاجئة والشديدة، خصوصًا الحرارة المرتفعة التي تمتد من شهر مارس إلى سبتمبر في دول الخليج. هذا الإجهاد الحراري يضعف الجهاز المناعي، مما يُفعّل البكتيريا الكامنة مثل Pasteurella multocida.
ثانيًا، نقل الإبل لمسافات طويلة في ظروف غير ملائمة (كالازدحام، نقص التهوية، أو انقطاع الغذاء) يؤدي إلى إجهاد شديد يقلل من مقاومة الجسم.
ثالثًا، سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن الأساسية (مثل A, E, السيلينيوم) يُضعف المناعة بشكل مباشر.
رابعًا، الإصابة بالطفيليات الدموية مثل التريبانوسوما (مرض الهيام)، البابيزيا، الأنابلازما، أو الثيليريا، تزيد من خطر الإصابة. لكن يجب الحذر: لا يُعالج الطفيل أثناء المرض، لأن أدوية الطفيليات قد تسبب انتكاسة قاتلة بسبب ضعف حالة الجمل.
خامسًا، العدوى المباشرة من خلال التلامس أو أدوات الطعام والشرب المشتركة، أو استنشاق جزيئات جافة من البراز الدموي للمصابين، وهو ما يحدث بكثرة في ميادين السباقات.
سادسًا، غياب التطعيم أو استخدام لقاحات غير فعّالة يُعد من أخطر الأسباب، إذ يعطي شعورًا زائفًا بالأمان.
وأخيرًا، قلة التوعية وعدم وجود إرشادات بيطرية دقيقة تؤدي إلى تأخر الوقاية حتى بعد حدوث النفوق. لهذا، فإن إدارة مرض التسمم الدموي في الابل تتطلب نهجًا شاملاً، يبدأ بالرعاية اليومية ويُختتم بالتدخل الذكي عبر أنظمة رقمية مثل تطبيق الابل.
مميزات تطبيق الابل لإدارة قطيعك بذكاء
تطبيق الابل هو الحل الرقمي الشامل لمربّي الإبل، يُساعدك على تنظيم كل جوانب تربية الإبل في مكان واحد، بواجهة بسيطة وسهلة الاستخدام. إليك أبرز ميزاته:
- تسجيل بيانات الإبل: سجّل كل تفاصيل الجمل (الاسم، السلالة، الضراب، السن، الأنساب، رقم الشريحة).
- المتابعة الصحية: وثّق السجلات المرضية، التطعيمات، والفحوصات الدورية لكل جمل.
- الكشوفات البيطرية: أدخل تشخيصات الأطباء، وصفات العلاج، وتابع حالة الجمل حتى الشفاء.
- صيدلتي: نظّم أدوية المزرعة، وتابع الكميات ومواعيد الصلاحية.
- متابعة الإنتاج: سجّل التزاوج، مواعيد الولادات، وحلّل أداء القطيع.
- توثيق الصور: رفع صور للجمل في مراحل عمرية مختلفة لتتبع النمو.
- سوق الإبل: عرض وبيع وشراء الإبل عبر منصة داخلية آمنة.
- عقود البيع والشراء: حفظ العقود إلكترونيًا مع تفاصيل كل صفقة.
- إدارة المصاريف والإيرادات: تسجيل العمليات المالية وتوليد تقارير دورية.
- أرشيف المراح: توثيق المعدات، المباني، والمركبات التابعة للمزرعة.
- تسجيل السائقين: حفظ بيانات السائقين، التراخيص، وسجلات العمل.
- المشاركات في المسابقات: تسجيل مشاركات الإبل في المعارض والجوائز.
- إضافة الأعضاء والصلاحيات: إدارة فريق العمل مع تحديد صلاحيات لكل مستخدم.
- التنبيهات الذكية: تذكير تلقائي بمواعيد التطعيمات، العلاجات، أو الفحوصات.
تطبيق الابل لا يُبسّط المتابعة فحسب، بل يُحول إدارة القطيع إلى عملية دقيقة، منظمة، وفعّالة.
رابط تحميل الاندرويد من هنا
رابط تحميل الايفون من هنا

علامات مرض التسمم الدموي في الإبل بعد الوفاة
تشريح الجثة للإبل التي تُصاب بـاالتسمم الدموي في الابل يُظهر مجموعة من العلامات الباثولوجية المميزة، تؤكد طبيعة المرض كعدوى دموية حادة وسريعة الانتشار. هذه العلامات لا تساعد فقط في التشخيص النهائي، بل تُسهم في فهم آلية انتشار المرض ومنع تفشي السلالة داخل القطيع.
أول ما يلاحظ عند الفحص الخارجي هو خروج دم طازج من الأنف، الفم، والمستقيم، وهي علامة كلاسيكية على التخثر غير المنضبط والفشل الجهازي. عند فتح الجثة، يُلاحظ احتقان عام شديد في جميع الأعضاء الداخلية، خاصة الكبد، الطحال، والكلى، مما يدل على تراكم الدم وتلف الخلايا.
من أبرز التغيرات التنفسية:
- نزيف واسع داخل تجويف الصدر
- التصاق الرئتين بجدار الصدر (تليف جنبي)
- استسقاء الصدر بسبب تسرب السوائل
- التهاب رئوي قيحي مع تكوّن صديد في القصبات الهوائية والرئتين
كما يُظهر التشريح التهابًا حادًا في غدة الحلق والغدد الليمفاوية الصدرية والحلقية، تشير إلى استجابة مناعية متأخرة وغير فعّالة. أما الكبد، فيبدو متضخمًا ومُلونًا بالأحمر الداكن أو الرمادي، وهو ما يُعرف بـ”التهاب الكبد الاحمر والرمادي”، ناتج عن تجمع الدم وتلف النسيج الكبدي.
من العلامات الخطيرة أيضًا التهاب التامور (غشاء القلب)، الذي قد يؤدي إلى توقف القلب المفاجئ. كل هذه الآفات مجتمعة تؤكد أن مرض التسمم الدموي في الابل ليس مجرد عدوى محلية، بل انهيار كامل في النظام الدوري والمناعي.
فهم هذه العلامات يُساعد البيطريين والمربين على تشخيص الحالة بدقة، واتخاذ إجراءات عزل وتعقيم فورية لحماية باقي القطيع. تسجيل مثل هذه الحالات عبر أنظمة رقمية مثل تطبيق الابل يُعد خطوة ذكية للوقاية المستقبلية من التسمم الدموي في الابل.
أعراض الحمى التسمميّة الدمويّة أو الحمى النزفية في الإبل وهجن السباقات
ليست الأعراض نموذجية ومتطابقة في جميع الحيوانات عند بداية المرض؛ فكلّ جمل قد تظهر عليه بعض الأعراض ولا تظهر عليه أخرى في البداية، ثم ما تلبث أن تتشابه الحالات بعد تمكّن المرض من الجسم.
الأعراض الأولية المحتملة
في مرحلة ما قبل ارتفاع الحرارة، قد تلاحظ بعض هذه المؤشرات:
- بعض الإبل يظهر عليها عرض ترجيع الطعام قبل ارتفاع الحرارة.
- بعض الإبل يظهر عليها عرض الكحة قبل ارتفاع الحرارة.
- بعض الإبل لا تأكل الوجبة كاملة قبل ظهور الحرارة، أي تفقد الشهية جزئيًا.
- بعض الإبل تمتنع عن الشرب أو تشرب كميات أقل من المعتاد رغم حرارة الطقس، قبل ارتفاع الحرارة.
- عند إجراء فحص الدم قبل ارتفاع درجة الحرارة، قد يظهر:
• ارتفاع في عدد العدلات (النيوتروفيلز)
• انخفاض في الليمفوسايتس
• ارتفاع معدل الجلوكوز
• انخفاض في الحديد في الدم
وقد تظهر جميع هذه المؤشرات أو بعضها، حسب الحيوان. - بعض الإبل تُظهر فيها كلّ الأعراض السابقة في مرحلة ما قبل الحمى أو التسمم الدموي في الابل ، أي ظهور أعراض متعددة قبل أن ترتفع الحرارة.

أعراض مرض التسمم الدموي في الإبل: دليل شامل من أول علامة إلى اللحظة الحرجة
يُعد التسمم الدموي في الابل من الأمراض الصامتة التي تبدأ بعلامات خادعة، ثم تتفاقم بسرعة مذهلة خلال 24–72 ساعة. ما يُصعّب المواجهة هو أن الأعراض ليست نمطية أو متطابقة بين جميع الحيوانات. فكل جمل قد يُظهر مجموعة مختلفة من العلامات في المرحلة الأولية، مما يجعل التشخيص المبكر تحديًا كبيرًا، خاصةً لهجن السباقات التي تكون تحت ضغط مستمر. كل هذا في التسمم الدموي في الابل
المرحلة الأولى: الأعراض الباطنة في مرض التسمم الدموي في الابل (قبل ارتفاع الحرارة)
في هذه الفترة، لا يبدو الجمل مريضًا بشكل واضح، لكنه يُرسل إشارات إنذار يجب ألا تُتجاهل:
- ترجيع الطعام دون سبب.
- نوبات كحة خفيفة متقطعة.
- انخفاض الشهية: رفض تناول العشب أو الجت الأخضر، مع استمرار تناول القليل من الجت اليابس.
- قلة الشرب أو الامتناع التام عن الماء رغم حرارة الطقس.
- تغيرات في الدم قبل ارتفاع الحرارة:
- ارتفاع في عدد العدلات (Neutrophils).
- انخفاض في الخلايا الليمفاوية (Lymphocytes).
- ارتفاع في مستوى الجلوكوز وانخفاض الحديد في الدم.
وقد تظهر كل هذه المؤشرات أو بعضها فقط، وتختلف من جمل لآخر.
المرحلة الثانية: تمكن المرض وظهور الأعراض الحادة
بعد 12–24 ساعة، يبدأ التسمم الدموي في الابل في السيطرة على الجسم:
- ارتفاع درجة الحرارة إلى 40°م أو أكثر، غالبًا بعد الواحدة ظهرًا، بينما تبقى طبيعية صباحًا – وهذا ما يخدع المربين.
- فقدان الشهية التام.
- تضخم الغدد الليمفاوية في الحلق (تورم اللوز).
- دموع غزيرة من العين.
- انخفاض حاد في المناعة: عدد كريات الدم البيضاء ينخفض إلى أقل من 4.
- ارتفاع مفاجئ في الحديد بالدم بسبب تكسر كريات الدم الحمراء – لذلك يُمنع حقن الحديد تمامًا أثناء العلاج.
- انخفاض HCT، RBCs، والصفائح الدموية (PLTs).
- ارتفاع اليوريا والكرياتينين (فشل كلوى جزئي).
- زيادة أنزيمات الكبد (ALT, AST) في معظم الحالات.
المرحلة الثالثة: الأعراض المتقدمة والإنهيار الجهازي
قبل الوفاة بساعات قليلة، تظهر علامات انهيار كامل في الوظائف الحيوية في مرض التسمم الدموي في الابل:
- إسهال دموي داكن شبيه بالقار.
- أمساك شديد مع انتفاخ البطن، يؤدي إلى تسمم داخلي حتى بدون انخفاض حاد في المناعة.
- نزيف داخلي وخارجي: من الأنف، الفم، الأسنان، وعدم توقف الدم من أماكن الحقن.
- هزات في الرأس، تدفق لعاب، وضعف شديد في الأطراف، ينتهي بعدم القدرة على الوقوف.
- ارتفاع كبير في إنزيم CK (علامة على تلف العضلات والقلب).
- استمرار ارتفاع الحرارة، وتفاقم ارتفاع أنزيمات الكبد، الكلى، والعضلات.
- تورم عام في الجسم نتيجة الاستسقاء أو الالتهاب المنتشر.
هذه السلسلة المتسارعة من الأعراض تُظهر أن التسمم الدموي في الابل ليس مجرد عدوى بسيطة، بل انهيار مناعي وسيطاني كامل. ولذلك، فإن الكشف المبكر، التدخل الفوري، وتسجيل أي تغير عبر أنظمة رقمية مثل تطبيق الابل هو الفرق بين الحياة والموت للجمل، وبين الحفاظ على القطيع أو فقدانه بالكامل التسمم الدموي في الابل.
شاهد ايضا مرض الجرب في الابل
التشخيص: كيف يتم تشخيص مرض التسمم الدموي في الإبل؟
يُعد تشخيص التسمم الدموي في الابل عملية تتطلب دقة شديدة، لأن أعراضه الأولية قد تُخطئ على أنها حالات برد عادية. يبدأ الطبيب البيطري بفحص سريري شامل، يركز على درجة الحرارة (التي غالبًا ما ترتفع إلى 40°م ظهرًا)، ومظاهر الخمول الشديد، والإفرازات الأنفية الدموية. ثم يُجرى تحليل دم كامل (CBC) يُظهر انخفاضًا حادًا في عدد كريات الدم البيضاء (أقل من 3)، ارتفاعًا مفاجئًا في مستوى الحديد بسبب تكسر كريات الدم الحمراء، وزيادة في إنزيمات الكبد والعضلات.
يُستخدم هذا الفحص أيضًا للتمييز بين مرض التسمم الدموي في الابل والأمراض الأخرى المشابهة مثل الجرب أو السل. التشخيص السريع والدقيق هو المفتاح الوحيد لبدء البروتوكول العلاجي الصحيح ومنع تفشي المرض.

الوقاية من مرض التسمم الدموي في الإبل: خطة وقائية منظمة وفعّالة
الوقاية من التسمم الدموي في الابل تعتمد على خطوات دقيقة ومنظمة، تبدأ من التطعيم الصحيح وتنتهي بالرعاية اليومية للقطيع. إليك الخطة الشاملة:
1. التطعيم الصحيح والوحيد الفعّال
- استخدم لقاحًا يحتوي على بكتيريا Pasteurella multocida فقط، مثل PASTEUR OVIS من شركة سيفا الفرنسية.
- تجنب تمامًا اللقاحات المتعددة (مثل “8 أمراض” أو “10 أمراض”) لأن تركيز الباستريلا فيها ضعيف ولا يحمي الإبل.
- الجرعة: حقنة تحت الجلد، تتبعها جرعة تقوية بعد 21 يومًا.
- تبدأ المناعة القوية بالظهور بعد الجرعة الثانية بـ5 أيام.
- كرر البرنامج كل 6 أشهر، صيفًا وشتاءً، للحفاظ على الحماية المستمرة.
2. إدارة التغذية في فصل الصيف (مارس – سبتمبر)
- قلّل أو أوقف تمامًا المركزات العلفية مثل الشعير، التمر، والسبوس، فهي عوامل مساعدة قوية على انتشار المرض.
- عند ظهور أول حالة، أوقف هذه الأعلاف عن كل القطيع، وليس فقط عن الجمل المصاب.
- اعتمد على الحشيش الأخضر أو اليابس لمدة لا تقل عن 10 أيام.
- نظف بطن الإبل باستخدام ملينات أو حلول تنظيف، للتخلص من أي بقايا مركزات داخل الجهاز الهضمي.
3. عزل الحيوانات المصابة ومنع الانتشار
- عزل الجمل المريض فورًا في مكان منفصل.
- لا تستخدم نفس الأواني أو أدوات الشرب والتغذية مع القطيع السليم.
- تجنّب أن يقوم نفس الشخص برعاية الجمال السليمة والمصابة.
4. التخلص الآمن من النفايات
- دفن فضلات الحيوانات المصابة (البعر، الدم، بقايا الإسهال) في مكان بعيد عن الحظائر.
- يُعتقد أن هذه المواد، بعد جفافها، تتحول إلى ذرات تطير مع الهواء وتنقل العدوى.
5. تعزيز المناعة طوال العام
- قدّم مكملات غذائية تحتوي على فيتامين C وعناصر تدعم المناعة.
- عالج الطفيليات الداخلية والخارجية بانتظام.
- راقب درجة حرارة الجمال باستمرار في فصل الصيف، فارتفاع الحرارة غالبًا ما يكون علامة على بداية المرض.
باتباع هذه الخطوات بدقة، يمكنك حماية قطيعك من مرض التسمم الدموي في الابل. واستخدام أنظمة رقمية مثل تطبيق الابل يُساعدك في تتبع المواعيد، تسجيل الملاحظات، واتخاذ قرارات وقائية قبل فوات الأوان.

علاج مرض التسمم الدموي في الإبل: بروتوكول دقيق ينقذ القطيع
يُعد التسمم الدموي في الابل من أخطر الأمراض التي تهدد حياة الهجن والإبل، ويتطلب بروتوكول علاجي دقيقًا جدًا، لأن أي خطأ دوائي قد يؤدي إلى نفوق الجمل خلال ساعات. لا مجال للارتجال أو اتباع النصائح غير العلمية – العلاج يجب أن يكون سريعًا، منظمًا، ومحترفًا.
1. إيقاف المركزات العلفية فورًا
- عند ملاحظة أول حالة، أوقف تمامًا:
- الشعير
- التمر
- السبوس
- اعتمد على الحشيش الجاف أو الأخضر فقط.
- هذا الإجراء يطبق على كل الحيوانات في العزبة، وليس فقط على المصابة.
- استخدم مليّنات (مثل زيت البازلين) لتنظيف البطن ومنع الاعتكام.
2. بدء العلاج فور ارتفاع الحرارة
- لا تنتظر حتى الصباح؛ فالحرارة غالبًا ما تكون طبيعية صباحًا وتصل إلى 40°م ظهرًا.
- أول دواء ضروري هو Meloxicam (مثل الميلوكام، أوفرأوكسيكام):
- يُعطى بالحقن الوريدي مرة يوميًا.
- لا يقلل الحرارة فقط، بل يحارب السموم الداخلية التي تُفرزها بكتيريا Pasteurella، وهي السبب الرئيسي لتدمير الأعضاء.
⚠️ تحذير: لا تستخدم:
- الأسبرين (يزيد النزيف)
- الديكساميثازون أو الكورتيكوستيرويدات (تقضي على المناعة بعد ارتفاع مؤقت)
- المضادات الحيوية التقليدية (تُضعف المناعة وتُسرّع الموت)
3. استخدام السلفا بدلًا من المضادات الحيوية
- يمكن استخدام السلفاترايميثوبريم، سلفاديازين، أو سلفاديميدين بالحقن الوريدي.
- السلفا ليس مضادًا حيويًا، بل مضادًا بكتيريًا ولا يؤثر سلبًا على المناعة.
- اشترط شرب الماء بكثرة أثناء استخدام السلفا لمنع ترسبه في الكلى.
4. الحفاظ على رطوبة الجسم
- الابتل المريضة تمتنع عن الشرب، لذا يجب غرها بالماء:
- 25 لترًا يوميًا مقسّمة على 3 جرعات (صباح، ظهر، مساء).
- الماء يخفف السموم ويحمي الكبد والكلى.
5. تجنب حقن الحديد بأي حال
- رغم انخفاض الحديد في الأيام الأولى، إلا أنه يرتفع بشدة بعد اليوم الثالث بسبب تكسر كريات الدم الحمراء.
- حقنه يؤدي إلى تسمم حديدي قاتل.
6. في حالات الانهيار المناعي (مناعة < 3)
- لا تستخدم المحاليل الوريدية مثل النورمال سالاين أو الدكستروز – فهي تُخفف المناعة أكثر.
- الحل الوحيد: نقل دم من جمل سليم أو سابق الإصابة:
- 4 أكياس دم يتم حقنها ببطء.
- يمكن فصل كريات الدم البيضاء إن توفر المختبر.
7. الحالات المتقدمة (نزيف، إسهال دموي، اعتкам)
- هذه الحالات في معظمها لا تستجيب للعلاج، لأن الأعضاء قد تلفت.
- الاستثناء: إذا تم التعامل مع الاعتكام سريعًا بالحقن الشرجية وزيت البازلين.
8. دعم المناعة دون إفراط
- يمكن استخدام:
- فيتامين C وB Complex بالوريد.
- أدوية الكبد.
- لكن الإفراط في الأدوية أخطر من عدم استخدامها.
9. تحذير نهائي: لا تستمع للمجربين!
- استخدام الديكساميثازون والمضادات الحيوية مجتمعين قد “ينقذ” بعض الحالات القوية، لكنه يقتل الغالبية.
- دراسات تظهر: ارتفاع مؤقت في المناعة (من 9.7 إلى 17)، ثم انهيار مفاجئ إلى 1.9 وموت فوري.
- أما الحالات التي عولجت علميًا، فقد ارتفعت مناعتها من 2.4 إلى 13.2 واستعادت صحتها.
التعامل مع مرض التسمم الدموي في الابل يتطلب حزمًا وعلمًا. كل دقيقة تأخير، وكل دواء خاطئ، يزيد من خطر الفاجعة. تسجيل كل حالة عبر أنظمة رقمية مثل تطبيق الابل يُساعد في تتبع البروتوكولات، وحماية القطيع من التسمم الدموي في الابل، والتسمم الدموي في الابل، والتسمم الدموي في الابل.
الخاتمة: حماية القطيع تبدأ من العلم والدقة
يُعد التسمم الدموي في الابل واحدًا من أخطر التحديات التي تواجه مربّي الإبل، خاصةً أصحاب هجن السباقات. لا يكفي مجرد التعرف على الأعراض، بل يجب أن يكون هناك فهم عميق للمرض، وتجنب أي تدخل ارتجالي قد يؤدي إلى كارثة. العلاج الناجح لا يعتمد على المضادات الحيوية أو الكورتيزون، بل على بروتوكول دقيق يشمل إيقاف المركزات العلفية، استخدام الميلوكام، تعزيز الرطوبة، ونقل الدم في الحالات الحرجة.
الوقاية عبر التطعيم الصحيح (مثل PASTEUR OVIS) وإدارة التغذية خلال الصيف تُعد خطوة أولى حاسمة. لكن الأهم هو الاعتماد على التشخيص الطبي، وعدم الانسياق وراء نصائح غير علمية، فقد أثبتت التجارب أن استخدام الديكساميثازون أو المضادات الحيوية يُسرّع النفوق، حتى لو أعطى انطباعًا مؤقتًا بالتحسن.
في عصر التحول الرقمي، لم يعد كافيًا الاعتماد على الملاحظة فقط. إدارة القطيع تتطلب أدوات ذكية تُسجّل كل تغير، وتُنبه عند أول علامة خطر. وهنا يأتي دور حلول مثل تطبيق الابل، الذي يُمكن المربّي من تتبع الصحة، تنظيم العلاج، ومنع تفشي مرض التسمم الدموي في الابل قبل أن يتحول إلى كارثة. مع العلم، الدقة، والتكنولوجيا، يمكن السيطرة على هذا المرض وإنقاذ القطيع.
